معتز الشامي (العين)

وصل خالد عيسى «أخطبوط الحراسة» في تشكيلة «الزعيم»، أو كما يحلو لجماهير «البنفسج» أن تلقبه بـ «جبل حفيت»، إلى قمة أدائه مع العين هذا الموسم، ونجح في الذود عن شباك البنفسج ببسالة في أصعب اللحظات والمباريات، حتى أسهم مع باقي زملائه، في ضمان تألق الفريق وتفوقه، وبالتالي حسم «الدرع 14» في مسيرته والخامس في عهد الاحتراف، وهو الموسم الذي تصدى فيه الحارس الأمين، لهجوم «دوري أدنوك للمحترفين» بالكامل، من دون أن يخشى تسديدة أو انفراداً أو ضربة جزاء.
قصة خالد عيسى مع العين لم تنته فصولها، ولكنها وصلت إلى قمة التألق وحصد الأمجاد، حيث انتقل اللاعب إلى «الزعيم» موسم 2013-2014 قادماً من الجزيرة، ليضرب «الأخطبوط» ذو «القفاز الذهبي»، مثالاً يحتذى خلال 9 مواسم قضاها مع الفريق، كان خلالها بمثابة «صمام الأمان» في تشكيلة «البنفسج»، والمدافع عن عرين «الزعيم». 
وخلال الموسم الجاري، أثبت خالد عيسى أنه حارس من طراز فريد، ليس للدور الكبير الذي لعبه في إنقاذ فريقه في لحظات حاسمة خلال مبارياته الصعبة، بينما لأنه أسهم في حصد لقب الدوري الثالث له حارساً أساسياً للفريق، بعدما شارك مع زملائه في إنجاز التتويج في موسمي 2014-2015 و2017-2018، ليضيف لقب الموسم الثالث إلى تاريخه، ويدخل ضمن قائمة الحراس الذهبيين الذين جلبوا الإنجازات لـ «قلعة الزعيم».
أما على مستوى الأرقام الفردية، فقد نجح خالد عيسى في تسجيل رقم متميز، استطاع أن يضعه في قائمة المتميزين في تاريخ مركز الحراسة، خاصة في مسيرته مع العين، وهو 12 مرة شباك نظيفة خلال هذا الموسم، أو ما يسمى بـ «الكلين شيت»، وهو رقم لم يسبق أن وصل إليه حارس مع العين في عهد الاحتراف منذ موسم 2008-2009، ويثبت به «الأخطبوط» أنه كان بالفعل كلمة سر في تفوق «البنفسج» هذا الموسم بشكل عام.
وعندما تُوج خالد عيسى بأول ألقابه مع العين عقب انتقاله من الجزيرة، وتحديداً موسم 2014-2015، نجح في الخروج بـ 10 شباك نظيفة، خلال الموسم أو «10 كلين شيت»، وفي الموسم الثاني الذي حقق فيه اللقب للعين «2017-2018»، وصل إلى 9 شباك نظيفة، قبل أن يعود إلى ارتداء قفاز التألق والإجادة هذا الموسم، ويحقق «12 كلين شيت» حتى «الجولة 24»، ما يعني أنه كسر رقمه التاريخي السابق منذ 7 سنوات.
ويعتبر رقم «12 كلين شيت»، هو الأكثر تميزاً لحراس العين في عهد الاحتراف، لأنه الرقم الأقصى من حيث أفضلية الأداء لحراس «الزعيم» خلال 13 موسماً، وتحديداً منذ تطبيق الاحتراف موسم 2008-2009 وحتى الآن، ما يضع خالد عيسى ضمن الحراس الأفضل في مسيرة الاحتراف طوال 14 سنة.
وعموماً يملك خالد عيسى 71 شبكة نظيفة خلال مسيرته مع العين في 9 مواسم، من أصل 203 مباريات مع «الزعيم»، مقسمة بواقع 6 شباك نظيفة في موسم 2013-2014، و10 شباك نظيفة في موسم 2014-2015 وهو الموسم الذي شهد حصد الحارس لأول ألقابه مع فريقه الجديد، ثم حقق الرقم نفسه في الموسم التالي 2015-2016، ثم تراجع موسم 2016-2017 إلى 4 مرات، قبل أن يقفر إلى 9 مباريات موسم 2017-2018 والذي عاد فيه «الزعيم» إلى اللقب، وحصد فيه الحارس لقبه الثاني للدوري مع الفريق، وحقق موسم 2018-2019 عدد 7 شباك نظيفة، وفي موسم 2019-2020 وصل إلى 6 مباريات، وفي موسم 2020-2021 وصل إلى 7 شباك نظيفة، وفي الموسم الجاري وصل إلى 12 «كلين شيت» حتى «الجولة 24».
أما أرقامه الشخصية هذا الموسم، بخلاف نجاحه في الخروج بشباك نظيفة في 12 مباراة، فقد تمكن من التصدي لعدد 46 فرصة، يمكن وصفها بأهداف محققة قام بإنقاذها، وهو رقم كبير لأي حارس، ويعكس الدور الكبير الذي قام به خالد عيسى خلال تصدياته المتميزة في موسم التتويج.
من جانبه، وصف محسن مصبح حارس منتخبنا السابق في جيل «مونديال 90»، والمحلل الفني، أن مستوى خالد عيسى هذا الموسم يعتبر استثنائياً، حيث تفوق على نفسه والجميع، خلال موسم كامل، كان يظهر فيه في اللحظات الحرجة، وهو في قمة التركيز، مشيراً إلى أن خالد عيسى يستحق العودة إلى حراسة «الأبيض»، حيث استدعاه المدرب رودولفو بمجرد توليه المسؤولية، بينما كان يستبعده الهولندي مارفيك من حساباته رغم أحقيته في أن يكون الحارس الأول لـ «الأبيض».
وأضاف: خالد عيسى هو الضامن الوحيد لتفوق العين في أصعب المباريات هذا الموسم، وكان بحق «كلمة السر» في الفوز لـ «الزعيم» خلال مباريات صعبة، كادت أن تنقلب نتيجتها في الدقائق الأخيرة، لولا براعة ويقظة خالد عيسى، وأقرب مثال مستواه وتصديه الخرافي أمام الظفرة في الدقيقة الأخيرة.
وقال: الحارس الأمين تفوق على الجميع، بالحضور اللافت من الناحية البدنية والفنية والذهنية، ومن حيث تركيزه طوال 90 دقيقة، وروحه القتالية التي يبثها في زملائه اللاعبين بشكل، مستمر، كما كان له «كاريزما» خاصة في التعامل مع الظروف الصعبة خلال وقت المباريات، وفي «الديربيات» الصعبة أيضاً، لذلك أراه أفضل حراس «دورينا»، كما أنه الأفضل بلا منازع هذا الموسم.