عمرو عبيد (القاهرة)


تكشف الإحصاءات الفنية لعملاقي الكرة الأوروبية هذا الموسم، ريال مدريد وليفربول، عن تباين في الحصاد العام لكل منهما، حيث حقق «الريدز» الانتصار في 79% من مبارياته خلال الموسم، مقابل 69% لـ«الريال»، الذي عرف الخسارة في 16% منها مقابل 5% لغريمه، ورغم ذلك ظهر التقارب النسبي بينهما على صعيد تسجيل الأهداف، إذ أحرز «الريدز» بمتوسط 2.37 هدف في كل مباراة، بينما سجّل «الملكي» بمعدل 2.14 هدف، وتكرر الأمر بصورة قريبة، فيما يتعلق باهتزاز شباكهما في جميع البطولات، بعدما تلقى «الحُمر» 0.76 هدف كل مباراة، مقابل 0.91 هدف لـ«البلانكوس».
ويظهر الفريقان اختلافاً في تطبيق الطرق التكتيكية العامة مع وجود مرونة واضحة في تغييرها حسب سير المباريات، لكن يميل ليفربول غالباً إلى الضغط العالي جداً وسرعة استعادة الكرة وشن الهجوم السريع، بينما يُفضل الريال عادة الضغط المتوسط، أو التراجع للتأمين الدفاعي، ثم التحول بالمرتدات الخاطفة، وهو ما تؤكده الأرقام حيث حقق «الريدز» متوسط نسبة استحواذ في مختلف البطولات بلغت 62.3% من دون وجود فوارق كبيرة بين المشاركات المحلية أو القارية، في حين حصد «الميرنجي» متوسط 58%، إلا أنه في دوري الأبطال لم يعتمد كثيراً على هذا الأسلوب، وتراجعت معدلاته إلى متوسط 51.2% فقط، وهو ما يبدو الأقرب للتطبيق أمام العملاق الإنجليزي.
ورغم ذلك، يبرز التمرير الطولي والعرضي لدى الفريقين عنصراً أساسياً في الخطة الهجومية، خاصة أن كلاهما يعتمد على الطرفين بصورة كبيرة جداً، مع استخدام العرضيات بغزارة، ويتفوق الجناح الأيمن لـ«الحُمر» بفارق ضئيل عن الجانب الأيسر في تأثيرهما على الحصاد الهجومي بواقع 38% و34% على الترتيب، إلا أن الوضع يختلف كثيراً لدى «الملكي» حيث شكّلت الجبهة اليُسرى النسبة الأكبر من خطورة البطل الإسباني هذا الموسم، بـ42% مقابل 33% للجبهة اليُمنى.
ويتفوق ليفربول كماً وكيفاً في التعامل مع العرضيات، إذ مرر ما يزيد على 1289 كرة بدقة 24.3%، مقابل 20.6% للريال بإجمالي 780 عرضية، وهو ما يعني زيادة معاناة الدفاع المدريدي في مواجهة تلك الألعاب مع الوضع في الاعتبار تألق الحارس كورتوا الباهر هذا الموسم وقدرته على التعامل مع هذا الأمر.
أما على الجانب الآخر، فتبلغ نسبة نجاح التمريرات الطويلة عابرة الخطوط بالنسبة لبطل إسبانيا 63.1% مقابل 54.7% لمنافسه الإنجليزي، والمتوقع أن يتسبب ذلك في مشاكل دفاعية لدى الأخير نظراً لتقدم خطوطه وسرعة مهاجمي الريال في مواجهة بطء نسبي لدفاع ليفربول خاصة في العمق.
المُنتظر أن تشهد المواجهة الكبرى صراعاً بدنياً قوياً بين الفريقين، خاصة أنهما يملكان نسبة متقاربة جداً فيما يتعلق بالتعامل مع الثنائيات والالتحامات ب54.7% للريال و54.4% لليفربول.
ويتفوق «الملكي» نسبياً أيضاً في اكتمال محاولاته التهديفية في ظل امتلاك كريم بنزيمة على وجه التحديد وقدرة خط الهجوم «الأبيض» على مزاحمة دفاعات المنافسين وتسديد الكرات مهما بلغت صعوبة الموقف التكتيكي، وهو ما يظهر بنسبة نجاح 39% مقابل 34.3% لـ«الحُمر» رغم غزارة محاولاته التي تجاوزت 1023 تسديدة مقابل 831 للملكي.
وما يخص الأهداف التي سجلها كلاهما خلال الموسم الحالي، تبدو الأمور متقاربة إلى حد كبير، حيث أحرز الريال 88.7% منها داخل منطقة الجزاء مقابل 11.3% خارجها، في حين بلغت المعدلات 89.6% و10.4% على الترتيب بالنسبة إلى «الريدز»، الذي كشف عن خطورة أكبر في تسجيل الأهداف من ألعاب الهواء والرأسيات بنسبة 17.2% مقابل 10.4% للريال، وكلاهما أحرز العدد الأكبر من أهدافه عبر اللعب المفتوح بنسبة 69.5% لـ «الملكي»، و68% لليفربول، الذي تفوق في استغلال ركلات الجزاء والكرات الثابتة بنسبة 26.8% مقابل 23% لـ«الميرنجي» الذي كانت مرتداته أكثر خطورة وتأثيراً بنسبة 7.6% مقابل 3.7% لمنافسه، وفي كل الأحوال سيتحمل دفاع الفريقين عبء التعامل مع الهجوم الأخطر من الجانبين، لأن الخط الخلفي لدى كل منهما ليس بقوة الصف الأمامي ومع الوضع في الاعتبار التفوق النسبي الفردي لوسط الريال على حساب غريمه.