بوسطن (أ ف ب)

بعد فشله حتى في الوصول إلى الأدوار الإقصائية "بلاي أوف" خلال الموسمين الماضيين، متأثراً بالإصابات في صفوفه، عاد جولدن ستايت ووريرز ليؤكد بأن حقبة ستيفن كوري ورفاقه بقيادة المدرب ستيف كير لم تنته، وذلك بإحرازهم لقب دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين "أن بي أيه" للمرة الرابعة في آخر ثمانية مواسم، بالفوز في سلسلة النهائي 4-2 بعد حسمهم المباراة السادسة على أرض بوسطن سلتيكس 103-90.
واعتقد كثيرون بأن الحقبة التاريخية التي توج خلالها ووريرز بثلاثة ألقاب ووصل فيها إلى النهائي خمس مرات متتالية بين 2015 و2019، وصلت إلى نهايتها بعد الفترة الصعبة التي مر فيها الفريق خلال الموسمين الماضيين، حيث اكتفى في 2019-2020 بتحقيق 15 انتصاراً فقط في الموسم المنتظم مقابل 39 في الموسم الذي تلاه.
لكن وبعدما استعاد كامل عافيته وتخلّص من لعنة الإصابات التي لاحقت بشكل خاص كلاي تومسون وبدرجة أقل ستيفن كوري، عاد فريق المدرب كير ليفرض نفسه بطلاً عن جدارة.
وبين فريق كان يسعى إلى التأكيد بأنه حاضر "أن بي أيه"، وآخر يبحث عن استعادة مكانته التاريخية والتربع على عرش أكثر الفرق إحرازاً للقب، خرج الأول منتصراً باللقب السابع في تاريخه، بعد حسمه المباراة السادسة على أرض مضيفه، بفضل تألق كوري الذي سجل 34 نقطة، ما جعله يستحق أن ينال جائزة أفضل لاعب في الدور النهائي.
ورأى كوري أنه "في بداية الموسم، لم يعتقد أحد بأننا سنصل إلى هنا باستثناء جميع الذين يتواجدون حالياً في هذا الملعب (للاحتفال باللقب). هذا أمر لا يُصَدَق".
وتابع: كنا بعيدين كل البعد عن ذلك. وصلنا إلى الحضيض بسبب الإصابات وطريق العمل الطويل، الذي كان ينتظرنا في محاولة لملء القطع المناسبة بالرجال المناسبين.
وشدد على ضرورة أن لا يؤخذ "الوصول إلى هنا كأمر مسلم به لأنك لا تعرف أبداً متى ستعود إلى هنا «النهائي والفوز باللقب».
واعترف المدرب كير بأن البطولة الرابعة للفريق في عهده كانت الأكثر خروجاً من دائرة التوقعات، موضحاً "قد يكون (اللقب) الأقل توقعاً. لكني أمضي وقتي بجانب النجوم، وإذا كنت تمضي وقتك بجانب النجوم، فأشياء جيدة ستحصل".
واصبح ووريرز ثاني فريق يحسم اللقب في أرض بوسطن بعد لوس أنجليس ليكرز عام 1985، حارماً الفريق الأخضر، المتوّج 17 مرة بالتساوي مع ليكرز، من الابقاء على آماله في الانفراد مجدداً بالرقم القياسي بعدد ألقاب الدوري.
وكان جولدن ستايت أحرز اللقب أعوام 2015 و2017 و2018 وخسر نهائي 2016 و2019، بعد أن أحرز أول لقبين عندما كان في فيلادلفيا عامي 1947 و1956 والثالث تحت اسم جولدن ستايت عام 1975.
في المقابل، تكرر سيناريو الظهور الأخير لسلتيكس في النهائي حين خسر أمام جار ووريرز غريمه التقليدي ليكرز، قبل 12 عاماً 3-4 وحُرِمَ من لقبه الأول منذ 2008 حين كان في صفوفه الرباعي بول بيرس، كيفن جارنيت، راي ألن وراجون روندو.
وتحدى المدرب النيجيري الأصل إيمي أودوكا الذي استلم تدريب الفريق الصيف الماضي في أول مهمة له كمدرب أول، لاعبيه للعودة بقوة الموسم المقبل، قائلاً: تلك كانت رسالتي (للاعبين). لتدفعنا هذه التجربة إلى الأمام، وأن يستفيد الفريق "من النمو والتقدم اللذين حققناهما هذا الموسم".
واعتبر أن وصول سلتيكس إلى النهائي "كان مجرد البداية".
أما نجم الفريق جايسون تايتوم الذي اكتفى بـ13 نقطة، فرأى أن على فريقه "الارتقاء درجة إضافية إلى الأمام" من أجل المنافسة الموسم المقبل، مضيفاً: من الصعب الوصول إلى هذه النقطة ومن الأصعب تجاوزها والخروج منتصرين.
وبعد اكتفائه بـ16 نقطة وفشله في ترجمة أي من محاولاته التسع من خارج القوس خلال المباراة الخامسة التي فاز فريقه على أرضه الاثنين 104-94، استعاد كوري تألقه الخميس بتسجيله 6 ثلاثيات من أصل 11 محاولة، منهياً اللقاء كأفضل مسجل (34) بالتساوي مع نجم سلتيكس جايلن براون، كما ساهم بسبع تمريرات حاسمة ومثلها متابعات.
وكما فعل في المباراة الخامسة حين سجل 26 نقطة ولعب الدور الرئيس في فوز فريق المدرب ستيف كير، كان الكندي أندرو ويجينز مؤثراً أيضاً في مباراة الخميس بتسجيله 18 نقطة مع 6 متابعات و5 تمريرات حاسمة في لقاء سيطر عليه فريقه منذ الدقائق الأخيرة للربع الأول حتى وصل الفارق بينهما إلى 22 نقطة في الربع الثاني.