معتز الشامي (دبي)


مع بدء موسم الاستعدادات الصيفية لأندية «دوري أدنوك للمحترفين»، وقبل أيام من سفرها إلى المعسكرات الخارجية، فإن السؤال الأهم الذي يشغل عشاق الكرة الإماراتية، من سيكون الأكثر قدرة على المنافسة في الموسم الجديد، الذي ينطلق 2 سبتمبر المقبل بالجولة الأولى للدوري؟
وحسم العين لقب الدوري عن جدارة الموسم الماضي، بعد أداء متميز وأرقام قياسية تمكن من تحطيمها والسيطرة على محصلة الأهداف بوصفه صاحب أقوى هجوم بتسجيل 57 هدفاً، فضلاً عن أنه الأفضل دفاعاً، بعدما استقبل 17 هدفاً فقط.
ومن واقع المنافسة في الموسم الماضي، يتوقع خبراء فنيون، أن يصطدم تفوق «الزعيم»، بعقبات كثيرة الموسم المقبل، وأبرزها جاهزية الشارقة، وتمتع الفريق باستقرار فني، ووجود مدرب يملك خبرات كبيرة، بحجم الروماني كوزمين، حيث اتفقت الآراء التي استطلعها صحيفة «الاتحاد»، على أن تلك الخبرات تلعب دوراً كبيراً في وجود «الملك» في «صلب المنافسة» على الألقاب مع «الزعيم»، رغم عدم استبعاد الخبراء لأندية أخرى تعمل للموسم بقوة، منها الوحدة وشباب الأهلي، بجانب وجود فريق بخبرة الجزيرة وقدرات لاعبيه.
وأكد الدكتور عبد الله مسفر مدرب الفجيرة والظفرة والمنتخب الأوليمبي السابق، أن كل المؤشرات تؤكد أن العين سيكون أكثر الفرق التي تتمتع بجاهزية كبيرة للموسم المقبل، من واقع أداء الفريق والتمسك بعنصر الاستقرار الفني وبقاء ريبروف ولاعبيه الأجانب، حيث كان الأكثر تمتعاً بثبات فني وهوية وشخصية داخل الملعب، بالإضافة إلى الشارقة الذي يملك عنصراً ربما يحسم المنافسة على بعض الألقاب، وهو خبرة كوزمين، ورؤيته لفريقه ومتابعته للدوري وجميع الأندية، وهو ما يميزه عن باقي المدربين الآخرين.
ولفت مسفر إلى أنه لا يمكن استبعاد الوحدة وشباب الأهلي من المنافسة، أو تقديم مستويات متميزة خلال الموسم المقبل، بالإضافة إلى النصر بعد الانتدابات الأخيرة التي تعكس اهتماماً كبيراً من الإدارة، بالدخول في المنافسة الموسم المقبل.
وفيما يتعلق برأيه في الوصل وتحرك الإدارة وبعض التعاقدات الجديدة، بعد رحيل هيلمان، قال: من الصعب أن ينافس «الإمبراطور» على الدوري، أو يظفر به، في ظل وجود أندية لديها الاستقرار والجاهزية، وعناصر قوة ضاربة كبيرة، مثل العين والشارقة، بالإضافة إلى الوحدة وشباب الأهلي، كما أن عودة «الأصفر» إلى الألقاب تتطلب البناء لموسم أو موسمين ورؤية شاملة للفريق والآن تبدأ الإدارة في تنفيذ ذلك.
من جانبه أكد التونسي نور الدين العبيدي، مدرب شباب الأهلي والإمارات السابق، أن الدوري الإماراتي عود الجميع بأن الفرق التي تبدأ في التحضير مبكراً للموسم، من حيث اختيار مستوى اللاعبين الأجانب أو المقيمين أو المواطنين، يكون لديها «نصيب الأسد» في المنافسة بكل جدية على لقب الدوري.
وقال: العين هو حامل اللقب والأكثر جاهزية للموسم المقبل، في ظل حفاظه على قوامه الأساسي، والجهاز الفني الذي كانت بصماته واضحة على أداء الفريق ومسيرته خلال الموسم، وخرج بلقبين هما الدوري وكأس رابطة المحترفين، كما منح ريبروف العين طابعاً خاصاً وشخصية ثابتة، حتى لو في بعض المباريات لم يقنع من حيث المستوى، كما حافظ العين على قوام لاعبيه الأجانب المؤثرين، باستثناء غموض موقف جوانكا، سواء استمر أو تم التعاقد مع لاعبي بديل.
وأضاف: العين استغل تراجع الوحدة والجزيرة وشباب الأهلي والشارقة، واستطاع أن يتفوق في الثلث الأول من الموسم دفاعاً وهجوماً، وعلى مستوى الأداء الفردي والجماعي، كما أن الشارقة هو ثاني الفرق التي يمكن وصفها بالجاهزة للمنافسة على لقب الدوري بقوة، بسبب استمرار كوزمين، والقيام بانتدابات قوية مثل ماجد حسن، لأن الشارقة في حاجة لإيجاد حلول للاعبين الأجانب، خاصة أن المدرب طلب تغيير أكثر من لاعب أجنبي، والتعاقد مع عناصر جديدة تماماً، إلا أن هذا الأمر «سلاح ذو حدين»، ربما لا يخدم خطط كوزمين.
وقال: الوحدة لا يزال في الصورة أيضاً، حيث أبرم تعاقدات جيدة، كما تعاقد شباب الأهلي أيضاً مع مدرب يملك خبرات كبيرة، وحقق ألقاباً مع الهلال، وهو البرتغالي جارديم.
وأكد الصربي فوك رازوفيتش مدرب الظفرة والوحدة الأسبق، أن الموسم المقبل سيشهد صراعاً شرساً للغاية، في ظل وجود أكثر من 5 فرق لديها مقومات المنافسة، وبقوة على الألقاب، هي العين، الشارقة، الوحدة، شباب الأهلي، الجزيرة.
ولفت إلى أن «كلمة السر» التي تلعب دوراً كبيراً في تفوق أي فريق في الدوري الإماراتي، هي انتدابات اللاعبين الأجانب، وقال: اللاعبون الأجانب دائماً ما يشكلون عنصر القوة الضاربة في صفوف الفرق التي تنجح في المنافسة، وأعتقد أن العين يملك أخطر ثلاثي الموسم الماضي، وهم لابا ورحيمي وجوانكا، وفي حالة استمرار نفس الثلاثي، أو ضمان الفريق لوجود عناصر الخطورة بشكل مستمر ودائم، كما حدث الموسم الماضي، فإن الأمر يعني تفوقاً كبيراً لـ «الزعيم»، كما سيكون على باقي الأندية أن تقوم بانتدابات قوية من اللاعبين الأجانب، خصوصاً بعد زيادة أعدادهم في قوائم الفرق، ما يتوقع أن يرفع مستوى المنافسة بدرجة كبيرة.