أنور إبراهيم (القاهرة)


ينتظر المراقبون بفارغ الصبر انطلاق الموسم الجديد، لتقييم الصفقات الجديدة من النجوم الذين تم التعاقد معهم خلال «الميركاتو الصيفي»، والمستمر حتى نهاية أغسطس المقبل، ويتوقعون تأثيراً مباشراً للصفقات السوبر على الأندية الأوروبية، مثل النرويجي إيرلينج هالاند الوافد إلى مانشستر سيتي، قادماً من بروسيا دورتموند الألماني، والأوروجواياني داروين نونيز مهاجم ليفربول الجديد، القادم من بنفيكا البرتغالي، والبرازيلي جابرييل جيسوس المنتقل حديثاً من السيتي إلى أرسنال، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي وقع أخيراً لبرشلونة الإسباني، وغيرهم من النجوم الآخرين الذين شهدت سوق الانتقالات الصيفية تحركهم من نادٍ إلى آخر.
ويركز خبراء الكرة الأوروبية، بوجه خاص على حالة برشلونة، الذي فتح بابه على مصراعيه لاستقبال النجوم الجدد، بصورة أثارت الدهشة، لما عرف عن النادي «الكتالوني» أنه «غارق في الديون»، فكيف يعقد كل هذه الصفقات المهمة، ولا يزال يطمع في المزيد؟ برشلونة لم يتوقف عند ضم المدافع الدانمركي أندرياس كريستينسن من تشيلسي، والمهاجم البرازيلي رافينيا من ليدز يونايتد، والإيفواري فرانك كيسي من إيه سي ميلان، وروبرت ليفاندوفسكي من البايرن، وإنما ما زالت «الشهية مفتوحة»، لإبرام تعاقدات جديدة، مع الإسبانيين سيزار أزبيليكويتا وماركوس ألونسو مدافعي تشيلسي، ويبذل محاولات مستميتة لضم المدافع الفرنسي جول كوندي لاعب إشبيلية، ما يعني أن عدد الوافدين الجدد قد يرتفع إلى 7 لاعبين، وربما يكون في الأفق نجوم آخرين.
والسؤال الذي يطرحه خبراء الكرة الأوروبية ونجومها القدامى: كيف سيتعامل تشافي هيرنانديز المدير الفني، مع كل هذا العدد من «النجوم السوبر»، وهو الذي لم تتجاوز خبراته إلا تدريب السد القطري، ولم يعمل على الإطلاق في أي من الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، ما قد يجعله قليل الخبرة بالمسابقات الأوروبية تحديداً؟، ولكن المؤيدون لتشافي يردون بقولهم: لقد فعلها بيب جوارديولا من قبل، وحقق كل البطولات والألقاب مع «البارسا»، ولم يكن سبق له تدريب أي نادٍ أوروبي.
والسؤال الثاني هو: كيف يواءم تشافي بين النجوم الموجودين في الفريق أصلاً، وبينهم عدد لا بأس به من نجوم الطراز العالمي، مثل جيرار بيكيه، وجودري ألبا، وبوسكيتش، والشباب الصاعد الواعد بيدري، وجابي، وأنسو فاتي، وفيران توريس، والمخضرمين مثل الجابوني أوباميانج، والهولندي ممفيس ديباي، ومواطنه فرينكي دي يونج، ما لم ينتقل هذا الأخير إلى مانشستر يونايتد. 

بالمناسبة تضم قائمة «البارسا» الحالية 29 لاعباً، من دون إدراج الوافدين الجدد، وبإضافتهم وإضافة المفترض وصولهم، سيرتفع العدد إلى ما يقرب من 35 لاعباً، فكيف سيتعامل معهم تشافي، وهل وضع خطة للمداورة بين كل هؤلاء النجوم، في مختلف الخطوط، على مدار الموسم؟
وعلى سبيل التوضيح فإن الهجوم وحده، أصبح يضم ليفاندوفسكي، وأوباميانج، ومعهما «أجنحة» عثمان ديمبلي، وفيران توريس، وأنسو فاتي، وجابي، أي 6 لاعبين والمطلوب منهم 3، فماذا سيكون شعور من يجلس على «دكة البدلاء»، ألا ينذرهذا بإمكانية حدوث قلق وتوتر بين من يلعبون ومن لا يلعبون، أو أن تتحول«دكة البدلاء» إلى «قنبلة موقوتة»؟
والحقيقة أن إدارة هذه النخبة من «النجوم السوبر»، تتطلب من تشافي رؤية واضحة، وتخطيط دقيق للتعامل معها، من دون أن يحدث بينها أية قلاقل، وفي الوقت نفسه تعتبر إدارة هذه الكوكبة من النجوم اختبار حقيقي لإمكانيات تشافي مديراً فنيا كبيراً، مثلما كان لاعباً كبيراً. 

ويتفق كثيرمن خبراء الكرة الأوروبية، على أن كثرة النجوم ليست نعمة دائمة، بل هي «سلاح ذو حدين» من الممكن أن تنقلب في لحظة ما إلى «نقمة».