أنور إبراهيم (القاهرة)


في ليلة واحدة وتوقيت واحد، خرج اثنان من كبار أندية الدوري الإسباني، من الجولة الخامسة لدور المجموعات، بدوري الأبطال «الشامبيونزليج».. برشلونة وأتلتيكو مدريد، وكان المنافس في المباراتين فريقاً ألمانياً، بايرن ميونيخ وباير ليفركوزين على التوالي، بينما تأهل قبلها بيوم واحد ريال مدريد حامل لقب هذه البطولة، رغم خسارته من مضيفه الألماني أيضاً لايبزج 2-3، وكأن الأندية الألمانية اجتمعت على أن تلحق الضرر بالأندية الإسبانية لتؤكد إنها الأفضل.
«البارسا» خرج رسمياً قبل أن يلعب مباراته ضد بايرن ميونيخ «صفر-3»، لأن إنتر ميلان الإيطالي منافسه على المركز الثاني في المجموعة فاز على ضيفه فيكتوريا بلزن التشيكي 4- صفر، وضمن التأهل إلى الدور التالي. 

ولهذا كانت مباراة برشلونة ضد البايرن «مسألة كرامة»، لأن الفريق «الكتالوني» لم يحقق على امتداد 6 مباريات على التوالي بين الفريقين، أي فوز أو حتى تعادل سواء في «الكامب نو»، أو في «أليانز أرينا».
أما أتلتيكو فقد ظل مصيره معلقاً حتى الثواني الأخيرة من مباراته ضد باير ليفركوزين، حيث كانت نتيجة المباراة حتى ما قبل نهايتها التعادل 2-2، و«الأتليتي» بحاجة إلى الفوز للتأهل، فإذا بحكم المباراة يحتسب ركلة جزاء لمصلحته، بعد لمسة يد من أحد مدافعي ليفركوزين، وكان من الطبيعي أن يتصدى لها «المتخصص» في ركلات الجزاء الفرنسي أنطوان جريزمان، ولكن الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني، فضل عليه البلجيكي كاراسكو الذي قدم مباراة طيبة، وسجل هدفاً، وصنع آخر، وأراد سيميوني أن يكافئه بتسديد هذه الركلة، خاصة أنه فعلها من قبل في أكثر من مباراة في الدوري الإسباني «الليجا»، وآخرها مباراة إسبانيول. 

غير أن كاراسكو لم يكن على مستوى الموقف، وأضاع ركلة الجزاء ليخرج فريقه من البطولة، لأنه كان بحاجة إلى هذا الفوز.
تلك المفاجأة القاسية، دفعت الصحفيين ومراسلي شبكات الإذاعة والتليفزيون والمواقع الرياضية إلى التوجه بسؤال مباشر إلى سيميوني: لماذا تركت كاراسكو يسدد ركلة الجزاء، بينما المكلف الأول بهذه المهمة جريزمان؟، وببساطة شديدة أجاب المدرب الأرجنتيني: جريزمان كان مرهقاً جداً، بعد أن قدم مباراة كبيرة، بينما كان كاراسكو أكثر انتعاشاً، وتألقه في المباراة شجعني على أن أتركه لهذه المهمة لأنني على اقتناع أيضاً، بأنه قادر على الحسم في مثل هذه المواقف الصعبة، وسبق له أن فعلها في مباريات ب «الليجا»، وفي ظروف مماثلة بنهاية المباراة.
واعترف سيميوني بأن الخروج من البطولة يمثل فشلاً ذريعاً لفريقه، لأنه كان واثقاً من الفوز من قبل بداية المباراة، إذ أن الفريق لم يخسر منذ 4 أكتوبر الجاري.
وأبدى سيميوني خيبة أمله وإحباطه الشديد لهذا السيناريو غير المتوقع، مشيراً إلى أن فريقه كان يستحق مصيراً أفضل في البطولة وقال: إنها لحظات صعبة، ولكن هذا هو واقع كرة القدم.