علي معالي (دبي)


ظاهرة غريبة لم تحدث إلا في كأس العالم، خلال الـ 21 نسخة الماضية، حيث شهدت النهائيات تتويج المدرب «المواطن» فقط باللقب!
ومنذ انطلاق البطولة العالمية الكبرى عام 1930 كانت الكلمة العليا للمدرب الوطني الذي فرض نفسه في كل المناسبات، رغم وجود أسماء كبيرة من الأجانب في كل نسخة، وكذلك فإن الكرة البرازيلية والألمانية تحديداً لم يتم إسناد مهمة تدريب المنتخبين لمدرب أجنبي على مدار التاريخ، وهما من أنجح المنتخبات على مستوى العالم.
وعلى مدار النهائيات لم يفلح المدرب الأجنبي، إلا في الوصول إلى النهائي وذلك في نسخة 1958 التي جرت في السويد، حيث تأهل السويد تحت قيادة المدرب الإنجليزي جورج راينور، ويومها خسر أمام البرازيل 2- 5، وتبعه النمساوي إرنست هابيل مع «الطواحين الهولندية» في نهائي 1978، وخسر أمام الأرجنتين 1- 3، في البطولة التي جرت في بلاد «التانجو».
وفي المونديال الحالي رقم «22» والمقام في قطر 2022، هناك 9 من أصل 32 منتخباً تعتمد على المدرب الأجنبي، 6 منهم من الجنسية الأوروبية مع قطر، إيران، السعودية، كندا، بلجيكا، كوريا الجنوبية، واثنان من الجنسية الأرجنتينية مع الإكوادور والمكسيك، ومدرب كولومبي مع كوستاريكا، وإضافة إلى 23 مدرباً وطنياً مع بقية المنتخبات.
مدرب واحد فقط حصد كأس العالم مرتين، وهو الإيطالي فيتوريو بوتسو مع منتخب «الآزوري» في نسختي 1934 و1938، وإجمالاً فاز بكأس العالم 20 مدرباً مختلفاً يمثلون 8 جنسيات، ويشترك 3 مدربين في إنجاز فريد بحصد المونديال لاعباً ومدرباً، وهم: البرازيلي ماريو زاجالو «1958 لاعباً و1962 مدرباً»، والألماني فرانز بيكنباور «1974 لاعباً و1990 مدرباً»، وأخيراً في النسخ الماضية الفرنسي ديديه ديشامب «1998 لاعباً و2018 مدرباً».
ويملك أوروجواي مفارقتين تاريخيتين، لأن أول مدرب يحصد كأس العالم هو الأوروجوياني ألبرتو سوبوتشي في نسخة 1930، في حين أن أول مدرب يفوز بالكأس ولم يمارس كرة القدم هو الأوروجوياني خوان فونتانا في نسخة 1950.
أما فيما يخص المدربين الفائزين بكأس العالم منذ انطلاقتها مع منتخبات بلادهم حتى الآن، فهم ألبرتو سوبتشي «أوروجواي 1930»، فيتوريو بوتسو مع إيطاليا 1934,1938، لوبيز فونتانا مع أوروجواي 1950، وسيب هيربرجر مع ألمانيا 1954، وفيتشي فيولا مع البرازيل 1958، وإيموري موريرا مع البرازيل 1962، وآل رامسي مع إنجلترا 1966، وماريو زاجالو مع البرازيل 1970، وهيلموت شون مع ألمانيا 1974، وسيزار مينوتي مع الأرجنتين 1978، وإنزو بيرزوت مع إيطاليا 1982، وكارلوس بيلاردو مع الأرجنتين 1986، وفرانس بيكنباور مع ألمانيا 1990.
وتوج ألبيرتو بيريرا مع منتخب بلاده البرازيل 1994، وإيمي جاكيه مع فرنسا 1998، وسكولاري مع البرازيل 2002، ومارشيلو ليبي مع إيطاليا 2006، ودل بوسكي مع إسبانيا 2010، ويواكيم لوف مع ألمانيا 2014، وأخيراً ديديه ديشامب مع فرنسا 2018.
وفي مونديال قطر 2022، نتساءل: هل تستمر سيطرة المدرب الوطني، أم يتغير التاريخ بالنسبة لهذه الظاهرة الفريدة في عالم الرياضة؟