معتز الشامي (دبي)


لفت فويتشك تشيزني حارس منتخب بولندا ويوفنتوس الأنظار، بعدما تألق مع منتخب بلاده خلال منافسات كأس العالم، حيث نجح في التصدي إلى ركلة جزاء سددها الأسطورة الأرجنتينية ميسي في المواجهة التي جمعت المنتخبين مؤخرا، كما ساهم في ضمان تأهل بلاده لدور الـ 16 من البطولة، بفضل تصدياته الأسطورية وما حققه من أرقام تؤكد ذلك.
احتل تشيزني صدارة الأرقام المميزة لحراس المرمى، بعدما تلقى 51 تسديدة خلال الدور الأول من كأس العالم، منها 23 تسديدة بين الـ 3 خشبات، وتلقت شباكه هدفين، بينما استطاع منع 21 هدفا وله 8 تصديات خارقة لأهداف محققة بالفعل أو ما يعرف بـ «سوبر سيف» كأعلى حارس في البطولة يصل لهذا الرقم في 3 مباريات، كما أنه تصدى لركلتي جزاء أمام السعودية والأرجنتين كأكثر الحراس تصديا لركلات الترجيح في الدور الأول من كأس العالم.
ولد تشيزني في 18 ابريل عام 1990 في العاصمة البولندية وارسو، والده كان حارس مرمى منتخب بولندا في التسعينيات حيث لعب لعدة أندية بولندية منها ليجا وارسو وبولونيا وارسو.
والشيء الملفت في حياة تشيزني انه كان عاشق لرقص البولروم - وهي إحدى أنواع الرقص الزوجي التي تكون بين رجل وامرأة، نشأت في أمريكا الشمالية ثم انتشرت حول العالم ويعتبر من الرقصات الرياضية - حيث كان يعشقها وحاول أن يتعلمها ويتقنها قبل أن يتجه إلى كرة القدم بعد ذلك.
بدأ حياته الكروية مع نادي وارسو عام 2005، قبل أن ينتقل فيما بعد إلي نادي ليجيا وارسو في موسم 2006 ومنه إلى أكاديمية أرسنال، ثم تم تصعيده للفريق الأول للفترة من 2009 واستمر حتى 2015 قبل أن ينتقل لروما على سبيل الإعارة ثم بعدها ينتقل بشكل نهائي إلى يوفنتوس، وهناك جلس احتياطيا لموسم تقريبا للحارس الاسطوري بوفون، وعن الفترة قال: «تعلمت الكثير من بوفون، أنها منحة كبيرة أن تكون احتياطيا لحارس كبير مثله»، ومن بين الأرقام التاريخية التي حققها تشيزني كانت في عام 2014، عندما حقق رقم قياسي مع الأرسنال حيث أصبح الحارس رقم 11 في تاريخ الفريق التي لم تهتز شباكه في 50 مباراة.
أما مرحلة البدايات فكان تشيزني قد تعرض ذات مرة لحادث مروع في صالة أرسنال الرياضية في نوفمبر 2008 وهو شاب، عندما فقد توازنه وأصابه القضيب الثقيل الذي كان يرفعه بكسر في ساعديه، ليجري عمليه اضطر فيها الأطباء لإدخال الألواح المعدنية في ذراعيه وما زال يعاني من ندوب من الحادث حتى الآن والتي يمزح بشأنها ويصفها قائلا «أحدهما من الحرب والآخر من عضة سمكة القرش»، ورغم أنه كاد أن ينهي حياته كلاعب كرة بعد تلك الحادثة إلا إن الدور الكبير الذي لعبه والده وعائلته في رفع معنوياته ومدربيه في الأرسنال، حالت دون ابتعاده واستكمل مسيرته، ليعود أقوى مما كان قبل الإصابة ويلحق بالفريق الأول لـ «الجانرز» ليعرف التألق العالمي من وقتها، وتحديدا منذ ديسمبر 201، الذي شهد ظهوره لأول مرة في الدوري الممتاز ضد مانشستر يونايتد في أولد ترافورد.
وكان تشيزني لاعبا دوليا مع منتخب بلاده منذ عام 2009، وفاز بأول مبارياته الدولية في 18 نوفمبر 2009 ضد كندا في مباراة ودية، ورغم ذلك لم يكن محظوظا في بطولة يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا، حيث تعرض للطرد في أول مباراة بالبطولة أمام اليونان وقدم نفسه كحارس أسطوري لبلاده عندما لعب دورا كبيرا في فوز بولندا على ألمانيا في أكتوبر 2014، بسبب تصدياته المذهلة ذلك الوقت، أما خارج الملعب فهو متزوج من المغنية مارينا لوتشينكو التي ولدت في أوكرانيا ولكنها عاشت وتربت في بولندا وله طفل واحد.
واجتماعيا فهو يمتلك علاقات اجتماعية جيدة للغاية، حيث يتحدث اللغتين الإنجليزية والإيطالية بطلاقة، إلى جانب البولندية والروسية، ولكن ربما لا يعرف الكثيرين أنه أيضا عازف بيانو متمكن، ويحب العزف في الحفلات الخيرية لجمع التبرعات، حيث يدعم العديد من الأنشطة الخيرية في بلاده ومؤخرا أطلق حملة لدعم الاحتياجات الجراحية للأطفال جنبا إلى جنب مع زوجته.