علي معالي (دبي)


يوم تاريخي آخر يعيشه السنغالي أليو سيسيه «46 عاماً» مدرب «أسود التيرانجا»، عندما يقود منتخب بلاده يوم الأحد، في دور الـ 16 لـ «مونديال 2022»، في مباراة نارية أمام إنجلترا، ويستمتع المدرب في الوقت الراهن بلحظات من المجد على مقاعد البدلاء، حيث صنع تاريخاً جديداً للكرة السنغالية في المحفل العالمي الكبير.
يرتبط أداء السنغال في كرة القدم بأليو سيسيه عام 2002، وصل المنتخب الأفريقي إلى ربع نهائي كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان، حيث تم إقصاؤه في الوقت الإضافي من تركيا 0-1، وكان سيسيه حاضراً في الملعب في ذلك الوقت قائداً للمنتخب.
وهذه المرة في 2022 قائداً أيضاً، ولكن على رأس الجهاز الفني لمنتخب بلاده، وبطبيعة الحال فإن هناك جانب آخر في حياة المدرب ربما لا يعرفه الكثيرون، وهو خاص بفقدانه 11 من أفراد أسرته في 26 سبتمبر 2002، عندما تعرضت عائلة سيسيه لمأساة ضخمة أثرت على مئات العائلات الأخرى في السنغال، عندما لقي 11 فرداً من أسرته بمن فيهم أخته، فضلاً عن أعمامه وخالاته وأبناء عمومته، حتفهم في الحادث الذي تعرضت له السفينة «لو جولا» قبالة سواحل جامبيا، كان العدد الإجمالي للضحايا هائلاً: غرق 1863 شخصاً.
وكانت السفينة تتحرك من ميناء زيجينتشور في الجزء الجنوبي من السنغال إلى العاصمة داكار، عندما تعرضت في منتصف المسافة، لعاصفة قوية قلبتها.
بعد الكارثة التي أحزنت آلاف العائلات في السنغال، حاول سيسيه المساعدة في مباراة خيرية بين السنغال ونيجيريا، وتم توجيه جميع الإيرادات إلى أسر الضحايا، بالإضافة إلى ذلك أطلق ناديه برمنجهام حملة لجمع التبرعات وإحياء ذكرى ضحايا الحادث، من خلال عرض علم السنغال الضخم في المباراة ضد مانشستر سيتي في ذلك الموسم.
واليوم يريد هذا المدرب التاريخي لـ «أسود التيرانجا» أن يُسعد شعبه بالكامل، وهو يلتقي المنتخب الإنجليزي العريق، رغم غياب واحد من أبرز لاعبيه وأفضل لاعب في القارة السمراء وهو ساديو ماني، حيث يتسلح سيسيه بعزيمة قوية، ولم ينسى أليو الحادث الكبير لتلك السفينة التي أحزنت الكثيرين من شعبه، وكانت هناك علاقة عاطفية كبيرة بين سيسيه والسفينة القاتلة «لو جولا» حيث قال عنها: أعرف كل محتوياتها من كثيرة المرات التي تواجدت بداخلها».